الإهمال المتعمد للأنهار طيلة عشرات السنين وعدم كريها، بناء السدود على روافدها وسرقة مياهها، تقليل منسوب مياهها، كلها عوامل أدّت إلى إرتفاع قاع النهر من ناحية وزحف البناء والعمران والمشاريع وحتى الغابات نحو شطئانها من الناحية الأخرى، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى ضعف الطاقة الإستيعابية لكميات كبيرة من المياه المتدفقة نحو أنهار الأحواز، سواء أكانت متأتية جراء الأمطار الغزيرة أو فتح نوافذ السدود.
ولا شك أن النتيجة الحتمية هي عدم قدرة الأنهار على تصريف المياه وبالتالي حدوث السيول الكارثية، وهذا ما ينتظره الإحتلال الأجنبي الفارسي على أحرّ من الجمر، بل كان قد خطط له أصلاً، وذلك لتنفيذ جريمته بإجبار السكان على النزوح القسري، وقد شاهدنا كيف أن سلطات الإحتلال الفارسي تتنقل في المناطق المجاورة للأنهار وتبث الرعب في صفوف المواطنين من خطر السيول وتدعوهم للنزوح..
حتى خرج لهم ذلك العملاق الأحوازي وهو رجلٌ كبير السن من قلب الحدث وهو يقول: لن نرحل.. ولدنا هنا، وعشنا هنا وندفن هنا.
عباس الكعبي