على مدار أربع وتسعون عاماً ولازالت الأحوازالعربية ترزح تحت نير الاحتلال الفارسي البغيض، وعلىمدار هذه السنوات العجاف، مارس هذا المحتل البغيضكل أشكال القمع والاضطهاد ضد أهلنا في الأحوازالعربية، محاولاً كسر إرادتهم وإخراجهم من قوميتهمالعربية وصولاً إلى إذابتهم في قوميته الفارسية الحاقدةوالمشبّعة بالأفكار العنصريّة وإبعادهم عن كل ما يمتللعروبة بصلة، وذلك إنتقاما من ماضي مرغ فيه أنفكسرى وتيجان الفرس تحت حوافر خيول العرب.
ولكن كل محاولاته الفاشية بأءت بالفشل أمام صبروصمود أهلنا من العرب الأقحاح في الأحواز، فقد سطّرواملاحم من البطولات عبر ثوراتهم وانتفاضاتهم ونضالاتهم على مدار سنوات الاحتلال الأربعوالتسعون، ودفعوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وقدّمواشلالات من دماء الشهداء، وطوابير من الأسريوالجرحى، جعلت المحتل يقف عاجزاً ومحتاراً من كسرإرادة هذا الشعب الأصيل، ورغم شح الدعم ومواقفالأشقاء، وفاشية المحتل، إلا أنة لازال شعب الأحوازالعربي صامداً، قابضاً على الجمر، منتظراً يوم الحريةالذي لابد من إتيانه.
اليوم.. نقف أمام ما تتداوله الأخبار عن دخول قواتمن الحشد الشعبي العراقي (الحشد الشعبي الإيرانيفي العراق)، ومن حزب الله اللبناني (ومن حزب اللهالإيراني في لبنان) بحجة المساعدة في مواجهة السيولالتي تجتاح الأحواز منذ عدة أسابيع، وما نتج عنها منأضرار كبيرة، ورغم معرفتنا بالإمكانيات الإيرانية الكبيرة، والتي تبدو معالمها فيما نراه من التدخل الإيراني فيالعراق وسوريا واليمن والخليج العربي وغيرها من دولالعالم، فإننا نقف متسائلين عما يقف وراء هذا التدخلالمريب؟ وهل حقاً هو لإنقاذ أهل الأحواز من الكارثة التىنتجت عن السيول الكبيرة التي ضربت مناطقهم والتيكانت بالأساس نتيجة فتح النظام الفارسي للسدود التيبناها على نهر كارون في الأراضي الأحوازية وغيره منالأنهر، وليس نتيجة الأمطار التي لا تحدث كميتها كلهذا الدمار الذي حدث؟؟!!
إنّ تدخل الحشد الشعبي وحزب الله الطائفيان يثيرالريبة والقلق، فالمحتل الذي لم يستطع على مدار كلسنوات الإحتلال النيل من إرادة وصمود شعب الأحوازالعربي، وخاصة مع تزايد أعمال المقاومة للشعبالأحوازي في الفترة الأخيرة، يريد الآن تركيع الشعبالأحوازي بأيدي أبناء قوميتهم وجلدتهم في الظاهر، وتحت مسمّى تقديم المساعدة ومد يد العون تبدأ عملياتالقمع والتصفية، بأيدي تبدو أنها عربية هذه المرّة، ولكنهاأيدي ملوثة بدماء أهلنا في العراق وسوريا واليمن وغيرها، هذه الأيدي التي أوجدها ورعاها نظام فارس، وصولاً لإستخدامها لتحقيق مصالحه وأهدافة التوسعيةوالانتقامية ضد الأمة العربية .
لم يعد خافياً على الجميع ألاعيب هذا النظام الحاقد، وأدواته المشبوهة والتي تدعي المقاومة، وتدعي أن القدسهدفها للتحرير، وحيث يعرف الجميع أنها فعلت كل شيءإلا التفكير في تحرير القدس، بل أن هذه القوى وبإيعازمن حكام فارس كانوا لعنة على الشعب الفلسطينيوقضية، من خلال دعمهم لانقلاب حماس الذي لازالتفلسطين وقضيتها تعاني منه.
من هنا فأن تدخلهم في الأحواز لن يبتعد عن هدفكسر إرادة شعبنا في الأحواز وتركيعه، لكننا على ثقةويقين بقوة إرادة هذا الشعب الصامد، وكما أفشل تدخلحزب الله عام 2005 فنحن على ثقة بأنة سيفشل هذاالتدخل، وكل تدخل يهدف إلى كسر إرادته في الصمودوالتمسك بالأرض وبعدالة قضيته وانتمائه لأمته العربية، معتمداً على قوته وحقه في ظل واقع عربي مهين يدعو إلىالغثيان، لكننا على ثقة بصلابة أهلنا في الأحواز وصولأإلى نصر قريب بأذن الله، وكما قال الزعيم الخالد ياسرعرفات (إنما النصر صبر ساعة).
لواء مستشار
مأمون هارون رشيد
19\4\2019