نكبة سيول الأحواز والوجه الإيراني القبيح
نكبة سيول الأحواز المفتعلة وتداعياتها الوخيمة
سيول الأحواز المفتعلة.. فضحت المخططات الإرهابية الإيرانية
أنهر الأحواز.. سلاح إيران الإستراتيجي
جريمة عدوانيّة بشعة، أداتها سيولٌ عارمة سيّرتها دولة الإحتلال الإيرانيّة نحو دولة الأحواز العربيّة منذ أكثر من شهر بُغية إغراقها، وذلك بفتحها نوافذ العديد من السدود التي شيّدتها على روافد أنهر الأحواز طيلة عشرات السنين، فجرفت تلك السيول مئات القرى وعشرات المدن والبلدات، وهجّرت نصف مليون أحوازي ودمّرت مئات آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعيّة.
وعوضاً عن تقديم المساعدات لمنكوبي السيول، تنكّرت سلطات الإحتلال الفارسيّة عن واجبها القانوني كقوّة محتلة والتي تلزمها لائحة لاهاي وإتفاقية جنيف الرابعة وكذلك الأحكام والبروتوكولات المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني، بإستخدام كافة الوسائل المتاحة لضمان الصحّة والإمداد بالغذاء والرعاية الطبيّة للسكّان الواقعين تحت إحتلالها.
وفي حين يحظر عليها عمليّات النقل الجماعية والفردية للسكان من الأرض المحتلة، وفقاً للإتفاقيات المشار إليها، فإنّ سلطات الإحتلال الفارسيّة هدّدت سكان المناطق المنكوبة بالسلاح لتهجيرهم قسراً إلى المدن الفارسيّة بغية تفريسهم، وإحلال المستوطنين أو المرتزقة محلّهم.
وفي حين يدّعي الإحتلال الإيراني بأنّ الأمطار كانت السبب وراء السيول الجارفة في الأحواز، إلّا أنّ الحقائق والأرقام والمعلومات الدقيقة من الأحواز تشير إلى أنّ كميّات المياه المتدفقة نحو السدود، أقل بكثير من المياه المتدفقة من نوافذها التي فتحتها إيران نحو الأحواز، كما تستخدم إيران السدود كسلاح استراتيجي، أولاً لإرغام سكّان الأحواز على الهجرة القسريّة، وثانياً تحسباً لأيّة أعمال عسكريّة قد تدور رحاها في الأحواز، فمهما بلغت درجة الجفاف، تحتفظ إيران نسبة لا تقل عن 60% من المياه خلف السدود لإغراق المنطقة متى شاءت.
ولا ريب أنّ الإهمال الإيراني المتعمّد لأنهر الأحواز، ونقل مياهها إلى المناطق الفارسية إثر إنشاء العديد من القنوات وكذلك أربعين سداً على روافدها، وعدم كريها، أدّى إلى النقص الكبير في منسوب مياهها وإرتفاع قاع الأنهر وإندثار البعض منها، إضافة إلى زحف العمران والمشاريع التابع للإحتلال على ضفافها، وبالتالي جعل من أنهر الأحواز، غير قادرة على إستيعاب وتصريف كميّات المياه المتدفقة نحوها من السدود التي فتحتها إيران دفعة واحدة نحو الأحواز.
وقامت دولة الإحتلال الإيرانيّة طيلة السنوات الماضية بتجفيف الأهوار، كهور الحويزة الواقع بين الأحواز والعراق، أو هور الفلاحيّة في الأحواز، فبعد أنّ كانت مساحة هور الحويزة تبلغ 500 ألف هكتار، تقلصت إلى 28 هكتار فقط، أما هور الفلاحيّة، فتقلصت مساحته من 550 ألف هكتار إلى 350 هكتار، وأدّى تقليص منسوب المياه في الأهوار وفي الأنهر الأحوازيّة، إلى تدمير العديد من الغابات وإزالة الطبقة النباتيّة من مساحات شاسعة، ممّا أدّى بدوره إلى ظهور العواصف الترابيّة في السنوات الأخيرة، فجعلت الأحواز تحتلّ المرتبة الأولى عالمياً من حيث التلوّث، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالميّة.
من يستوطن الأحواز بعد إفراغها؟
بإقدامها على إغراق الأحواز، تهدف إيران إلى لتحقيق أغراض سياسيّة عنصريّة خبيثة لا تستهدف الأحواز وحدها، بل تستهدف أمّتنا العربيّة جمعاء من خلال إفراغ مناطق كبيرة من الأحواز من سكّانها، ومن ثمّ تحويلها إلى قواعد ومقرّات عسكريّة ومعسكرات تدريب وغسيل أدمغة للمرتزقة، سواء أكانوا عرباً أو أفغان أو هنود وباكستانيين وغيرهم، إضافة إلى إنشاء مطارات عسكريّة للطائرات التقليديّة أو للطائرات المسيّرة لرصد سماء العراق ودول الخليج العربي واليمن وسوريا، وبالتالي فإن جميع دولنا العربيّة دون إستثناء تعدّ أهدافاً للسياسات العنصريّة الإجراميّة والعدوانيّة الفارسيّة.
ويؤكد ذلك تدفق أعداد كبيرة من ميليشيات الحشد الشعبي الإيرانيّة والقادمة من العراق، أو ما يسمّى بحزب الله الإيراني القادم من لبنان، وكذلك مليشيات الفاطميّون الشيعيّة الأفغانيّة والتي أسّستها إيران وتعد أحد أذرعة نفوذها في أفغانستان، نحو الأحواز، حيث استقبلت من قبل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني.
وفي الثامن من شهر أبريل/نيسان، صنّفت الولايات المتحدة، الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابيّة، ولا شك أنّ هذا القرار، ستكون له تداعيات، أهمّها إدراج الأذرع التابعة له على قائمة الإرهاب أيضاً، وتتمثل هذه الأذرع في حزب الله في لبنان ومليشيات الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، فمن الطبيعي أن يتم تضييق الخناق على هذه الأذرع مستقبلاً، مع وجود بعض المؤشرات التي تؤكد تعرّض مليشيات الحشد إلى مضايقات وضغوطات أمريكية في الموصل العراقيّة.
ووجود هذه الأذرعة في الأحواز، لا يتوقف عند حدّ إنقاذها، بل يوحي بأنّ المنطقة مقبلة على أحداث كبيرة، لا تقلّ وخامتها عن نكبة السيول التي افتعلتها إيران في الأحواز، فالسيول تعدّ إحدى الأوراق الإيرانيّة الأخيرة التي خطّطت لإستخدامها في حال تعرّضها إلى هجوم عسكري محتمل، أو أيّة عمليّة لإجتياح الأحواز الثريّة جداً بالنفط والغاز والمعادن والمياه العذبة.
وكيف ما سارت الأحداث، فيفترض أن تبقى الأحواز آمنة كونها تشكّل الطوق الأمني لدول الخليج العربي حيث مصدر ثروات النفط والغاز، إلّا أنّ مليشيات الحشد وحزب الله والفاطميون قد امتهنت جميعها خلق الفوضى والقتل وإراقة الدماء، ممّا يعني أنّ إيران قد استجلبتها للأحواز بهدف خلط الأوراق وإفساد السيناريو المعدّ لمواجهة إيران.
ويتفق المنظرين العسكريين الإيرانيين على أنّه من الضروري أن تبدأ إيران بالحرب لتفادي المباغتة والخسائر، ولكن بدأ الحرب يتوقّف على مؤشرات وأرقام تتعلّق بأعداد الجنود الأمريكان في العراق خصوصاً وفي دول الخليج العربي بشكل عام، إضافة إلى مدى تقدّم المشروع الأمريكي بإنشاء النيتو العربي لمواجهة إيران.
وعليه فإنّ سيول الأحواز المفتعلة إيرانيّاً، سيكون لها تداعيات وخيمة، تتجاوز حدود المخطط الإيراني الرامي لتهجير أكثر من مليون أحوازي قسراً، وكذلك نشر الأوبئة والأمراض وتدمير الإقتصاد الأحوازي وبنيتها الأحواز التحتيّة، وتنذر هذه السيول بحدث أكبر، يمكن وصفه بقرع طبول الحرب.