لا فرق بين أن يعدم المنتفضين في المعتقلات شنقاً أو أن يعدمهم النظام الإرهابي في طهران رمياًبالرصاص في الشوارع، وبدأ النظام حملة الاعدامات منذ اليوم الأول للانتفاضة.
عمليّة اعدام المعتقل الشاب “محسن شكاري” في المعتقل، تحمل رسالة قويّة للمنتفضين بأن لايتراجعوا عن انتفاضتهم، لأنّ أية خطوة إلى الوراء من قبل المنتفضين تعني بأنّ هذا النظام الإرهابيسوف يحول جغرافية ما تسمّى بإيران إلى حمام دم، كونه سوف يشن حملة اعدامات وقتل وجريمةواسعة النظام في كل هذه الجغرافية.
تصدّر طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس الانتفاضة الراهنة، تؤكد الفشل الذريع للأيديولوجية المقيتةالتي حاول النظام ترسيخها في عقول وأذهان الطلاب والتلاميذ لعدّة سنوات من خلال المناهجالدراسيّة.
يتمتع الرياضيين والفنانين بشعبية واسعة، ولأصواتهم المناهضة للنظام من يسمعها، كما لها تأثيراًمعنوياً كبيراً على الجماهير المنتفضة.
غياب الرمز أو القائد للانتفاضة الحالية المندلعة منذ نحو ثلاثة أشهر، لا يعدّ أمراً سلبياً، كونه قد أفرزالعديد من القادة والرموز، كالقادة الميدانيين والرموز المتمثلة بالرياضيين والإعلاميين والحقوقيينوالنشطاء والفنانين، وهو الأمر الذي يعقد عمليّة تتبعهم أو اعتقالهم أو اعدامهم من قبل النظامالارهابي، وذلك نظراً لكثرتهم.
تهديدات رئيس جهاز استخبارات الشرطة بالرد الحاسم على المنتفضين، مردّه خيبة النظام وفشلهفي إخماد نيران هذه الانتفاضة، فكانت السلطة القضائية قد جرّبت نفس أسلوب التهديد والوعيد منقبل، إلّا أنها قد فشلت فشلاً ذريعاً هي الأخرى، ولا تخرج مثل هذه التهديدات عن أنها مجرّدمحاولات يائسة، تعكس خيبة النظام وإفلاسه.
الحراك في الأحواز ضد الاحتلال الأجنبي الفارسي، يؤدّي دوراً كبيراً وذلك نظراً لأهميّة الأحواز،ويذكرنا هذا الحراك بثورة الشعوب عام 1979 وخاصة إضرابات الطبقة العمالية في الأحواز، وكان لإضرابات العمّال في قطاع النفط والغاز والبتروكيميائيات والموانئ والصلب والحديد في الأحواز،دوراً كبيراً في شلّ العجلة الاقتصادية للاحتلال، خاصة أنّ اقتصاده يعتمد بنسبة 90 بالمائة علىثروات الأحواز وموقعها الجيوستراتيجي، والتقاء الاضرابات العمالية مع إضراب التجّار، سوف يضعالنظام الارهابي الحاكم في طهران بين فكّي كماشة ويعجل في سقوطه.
إستخدام النظام العنف ضد التجار والاشتباك معهم يأتي نتيجة لتوتره واضطرابه وتخبطه فيالتعامل مع الانتفاضة، وسوف ينعكس عليه سلباً هذا السلوك الوحشي، كونه سيؤدّي إلى ردّة فعل عامّة لدى كلّ التجار، وسوف يلهب الأسواق ويفجّر الوضع الاقتصادي المضطرب أصلاً.
منذ بداية الانتفاضة، أرسل الاحتلال وفوده إلى الأحواز وبلوشستان والأقاليم غير الفارسيّة الأخرىضمن ما تسمّى بجغرافية إيران، فهدّد شيوخ القبائل والوجهاء والشخصيات المؤثرة بالعواقب الوخيمةفي حال مشاركتهم في الانتفاضة، إلّا أنّ الشعوب قد استجابت لضمائرها بمشاركتها الواسعة فيالانتفاضة، ويتمنى المحتل تنفيذ تهديداته بالقتل والجريمة اليوم قبل الغد، ولكنه يقف عاجزاً أمامغضب الجماهير وردود أفعالهم في حال نفذّ الاحتلال تهديداته.
عبّاس الكعبي/المتحدث بإسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
الخميس/08.12.2022/الساعة: 19:30 بتوقيت أوروبا المركزية
الــقـناة 9