أطلق العديد من المعتقلين الأحوازيين في سجون الإحتلال الإيراني نداءات إستغاثة إلى كافة المنظمات الحقوقيّة والإنسانيّة، وقد أضربوا عن الطعام منذ يوم الأربعاء المصادف بتاريخ: 06/02/2019، ويطالب المعتقلين بفصلهم عن المجرمين وكذلك المتشدّدين المذهبيين والطائفيين.
ويقبع المعتقلين الأحوازيين في مختلف السجون الخاضعة لسلطات الإحتلال الأجنبي الفارسي، منها الواقعة في الأحواز وأخرى بمدينة شيراز ومدن فارسيّة أخرى، وذلك بسبب سوء المعاملة وإنعدام الرعاية الصحية والخدمات.
وإضافة إلى التعذيب الجسدي المستمر للمعتقلين الأحوازيين، تقوم سلطات الإحتلال بنقلهم إلى الزنزانات المخصّصة للقتلة وتجّار المخدّرات والمجرمين ذويّ الجرائم الجنائيّة الخطيرة.
ومن بين المعتقلين الأحوازيين المضربين عن الطعام نذكر، علي ساعدي محكوم عليه بالإعدام، محمد علي عموري، جابر آل بو شوكة، مختار آل بوشوكة، عبد الزهرا هليجي، يحيى ناصري، ناظم بريهي، وعبد الإمام زايري، وتتراوح سنوات إعتقالهم بين 2005 و 2006 و 2011، ومنهم من صدر ضدّه حكم الإعدام ومنهم كم حكم عليهاً زوراً بالمؤبّد.
وإلى جانب سوء المعاملة ووحشية عناصر أمن السجون، فتمارس إدارة السجن المعاملة الأسوأ على الإطلاق ضد المعتقلين، كما تمنع عليهم الزيارات وتقطع عليهم الإتصالات بالعالم الخارجي، بما في ذلك الإتصال بأهلهم وذويهم، ولا سبيل لوصول المحامين إليهم.
ويؤكّد “غازي الحيدري” الذي قضى سبعة سنوات ونصف في المعتقلات الإيرانيّة، أنّ عناصر الإحتلال يمارسون شتّى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين، إذ يزجّ بهم في الزنزانات الإنفرادية التي تنعدم فيها أبسط الإمكانيات، وتنعدم الرعاية الصحيّة في السجون، وتنتشر الأوبئة والأمراض في العتقلات، ممّا أودت بحياة العديد من المعتقلين.
وبييّن “الحيدري”: “كثيراً ما يتم نقل المعتقلين السياسيين الأحوازيين إلى الزنزانات التي يكثر فيها أصحاب الجرائم الخطيرة من المجرمين والقتلة وتجّار المخدّرات وذوي السوابق في الإغتصاب والسطو المسلّح، حيث لا يجد المعتقلين في هذه الزنزانات مكاناً للنوم والراحة، فتنهك أجسادهم، وتتفشى فيها الأمراض ولا ينقلون للعلاج، فيقضون نحبهم داخل السجون، ومن بين الأمراض التي تنتشر بين المعتقلين هي مرض السلّ والإلتهاب الحاد والمزمن ونقص المناعة، وكذلك الأمراض التي تنتشر بسرعة وسهولة وسط المعتقلين”.
ويفيد “أنّ جهاز الإستخبارات الإيراني يبعث بعناصره إلى المعتقلات، فتشنّ العناصر حملات دهم وتفتيش مقتنيات السجناء، وتتمّ مصادرة غالبها وبعثرة ما تبقّى منها، وينقل البعض منهم إلى الزنزانات الإنفراديّة حيث يعاني المعتقل من شدّة البرد القارس والرطوبة طوال فصل الشتاء، وكذلك شدّة الحرارة طوال فصل الصيف حيث تتجاوز الحرارة درجة الخمسين، وهو الأمر لذي تسبّب به وللعديد من المعتقلين بمرض سلّ وأمراض أخرى”.
ويشير “غازي الحيدري”، “بأنّ المحتل يحشر أكثر من مائتي نفر ضمن مساحات ضيّقة جداً، ولا تتجاوز طاقتها الإستيعابيّة الستين أو السبعين سجين كأقصى تقدير، ويعاني المعتقلين في مثل هذه الزنزانات إلى الأعداد الكافية من دورات المياه، كما يضطر المعتقلين إلى الاستحمام بالماء البارد في فصل الشتاء”.
ويصيف “أنّ العنصريّة الفارسيّة تلاحق المعتقلين الأحوازيين حتى في السجون والمعتقلات”، ويؤكد “بأنه وطوال سنوات إعتقاله لم يرى سجيناً فارسياً واحداً تعرّض إلى التعذيب الجسدي، كما تختلف معاملته عن معاملة المعتقلين الأحوازيين، وفي حين تبلغ نسبة السجناء الأحوازيين الـ: 90%، فلا يتجاوز عدد المعتقلين الفرس الـ” 10% فقط”.
06/02/2019