إن القضايا المصيرية يجب أن لا تكون عرضة للمواقف الشخصية أو مواقف مترتبة على قضايا جانبية ، إن المسؤولية كلمة ذات قيمة عالية جدا خصوصا حينما تتعلق الكلمة بمصير قضية وكرامة شعب ، ونحن تعودنا دائما للأسف الشديد أن لا نُعير أي أهمية لما يخرج من أفواهِنا أو ما يُكتب بواسطة أقلامِنا ، وهذه ظاهرة طبيعية نتيجة الفوضى السائدة ،وليست فقط فوضى شبكات التواصل إنما فوضى الموقف وفوضى المسؤولية .
إن أي نظام سياسي يجب أن يُحترم حين يمارس سياسة تحفظ مصالح شعبه في هذه الدولة أم تلك ، وإن من يُقرر مصالح الدول هي قيادة تلك الدول وليس الفيسبوك أو أي وسيلة أخرى . إن الدولة السعودية دولة عربية ذات سيادة ولها دور فاعل في السياسات الدولية والأقليمية فكيف يمكن لأي عقل أن يقيّم هذه السياسات وفق تصوره أو وفق هواه دون أدنى مراعاة للمصلحة الأحوازية العليا .
إن الذين يستطيعون صناعة الأوطان هم الذين تعتمد مواقفهم على مستوى مسؤوليتهم ، والمسؤولية تتطلب منا عدم خلط الخاص بالعام ، فلا يمكن أن يذهب الوطن ضحية خلافات شخصية تُقصي الأخر المتفق على المبدأ لمجرد أختلاف في الرأي أو الموقف .
الوطن يمكن أن يكون رخيص أو غالي .. والكرامة الوطنية يمكن أن تكون هدف أو سياسة والتمييز بينهما ليست مجرد كلمات بل مسؤولية تستطيع أن ترتقى لمستوى وطن وليس مجرد مستوى أفراد أو تنظيمات .
منذ نشأت التنظيمات السياسية الأحوازية في نهاية الخمسينات دعمت مصر والكويت والعراق القضية الأحوازية ولكن لم يرتقي هذا الدعم بذكر كلمة الأحواز أو الأحوازيين في المؤسسات الدولية إلا من قبل مسؤولين كبار في المملكة العربية السعودية .
المملكة العربية السعودية دولّت القضية الأحوازية وعلى أساس رؤيتها هي وما تراه مناسبا ومتفقا مع مبادئ القانون الدولي ، وليس على أساس رؤية عوام الناس أو ما تشتهي الأنفس . الواجب الوطني يقتضي منا شكر الأخوة في المملكة العربية السعودية لا تأويل تصريحات مسؤول سعودي كبير دون أي فهم لمصطلح سياسي أسمه ( الدبلوماسية ) .
السؤال : هل سنبقى هكذا طويلا أمَ نتجاوز هذه المرحلة لنستعيد وطن ؟ .