لقد اشعل الاتفاق بالإضافة إلى حالة التوتر التي تسود المنطقة ، اشعل حدة الصراع داخل ليبيا ، فقد أعلن المشير خليفه حفتر قائد القوات الليبية البدأ بعملية تحرير طرابلس في ي رد فعل على الاتفاق ،حيث بدأت قواتة بسن هجوم عسكري ضد قوات حكومة الوفاق وذلك لتحرير طرابلس من الإرهاب والارهابيين كما أعلن حفتر ، فيما قامت القوات البحرية المصرية بمناورة في المتوسط في استعراض قوى كرسالة واضحة أنها لن تسمح لقوات بحرية تركية بالوصول إلى ليبيا وأنها ستتصدى لها وذلك في حال طلبت حكومة الوفاق تدخل تركي حسب الإتفاق بين الطرفين وكما أعلن عن ذلك الرئيس التركي اردوغان .
الوضع أخذ في التصعيد مما قد يفضي إلى صراع عسكري في المنطقة وذلك في حال أقدمت الحكومة التركية إلى ارسال قوات إلى ليبيا اذا دعتها لذلك حكومة طرابلس ، حيث ستعبر دول المنطقة ذلك تهديدا لامنها القومي ولمصالحها.
تركيا لازالت تعمل على إيجاد موطيء قدم لها في المنطقة بكل السبل في محاولة لاستعادة امجاد امبراطوريتها الغابرة ، وهى تسعى من خلال تحالفها ودعمها لحكومة السراج في طرابلس أن تحقق ما تسعى له ، وذلك بعد أن فشلت في ذلك في دول المنطقة سواء في مصر أو السودان أو سوريا حيث انكشفت أهدافها واطماعها بعد تدخلها العسكري في سوريا واحتلالها لاراضى في شمال سوريا بحجج واهية ومكشوفة.
هل سيسمح المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي الذي يخشى من التهديد التركي بفتح باب الهجرة إلى أوروبا ، هل سيسمح باستمرار تركيا في هذة الاستفزازات والتدخلات في دول المنطقة ، وتهديدها لمصالح هذا الدول ، الأيام المقبلة ستكشف لنا إلى أين ستصل الأحداث ونتائجها في هذا الصراع المتشابك والذي سيطال دول المنطقة كاملة في حال لم يتم تطويقة منذ الآن .
لواء مستشار
مأمون هارون رشيد
قيادي في حركة فتح
13/12/2019
رام الله
فلسطين